فصل: سنة سبع عشرة ومائتين وألف:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ الجبرتي المسمى بـ «عجائب الآثار في التراجم والأخبار» (نسخة منقحة)



.سنة سبع عشرة ومائتين وألف:

.شهر المحرم سنة 1217:

استهل بيوم الإثنين فيه تواترت الأخبار بحصول الصلح العمومي بين القرانات جميعاً ورفع الحروب فيما بينهم.
وفيه، ترادفت الأخبار بأمر عبد الوهاب وظهور شأنه من مدة ثلاث سنوات من ناحية نجد ودخل في عقيدته قبائل من العرب كثيرة وبث دعاته في أقاليم الأرض ويزعم أنه يدعو الى كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله ويأمر بترك البدع التي ارتكبها الناس ومشوا عليها الى غير ذلك.
وفيه، سافر عثمان كتخدا الدولة الى الديار الرومية ونزل الى بولاق وضربوا له عدة مدافع وأخذ صحبته الخزينة وسافر معه مختار أفندي ابن شريف أفندي دفتردار مصر.
وفي هذه الأيام، حصلت أمطار متتابعة وغيام ورعود وبروق عدة أيام وذلك في أواسط نيسان الرومي.
وفي ذلك اليوم، نبهوا على الوجاقات والعساكر بالحضور من الغد الى الديوان لقبض الجامكية فلما كان في صبحها يوم الثلاثاء نصبوا صيواناً كبيراً ببركة الأزبكية وحضر العساكر والجاقلية بترتيبهم، ونزل الباشا بموكبه الى ذلك الصيوان وهو لابس على رأسه الطلخان والقفطان الأطلس وهو شعار الوزارة ووضعوا الأكياس وخطفوها على العادة القديمة فكان وقتاً مشهوداً.
وفي يوم الثلثاء تاسعهو حضر كبير الانكليز من الإسكندرية ونصبوا وطاقهم ببر انبابة فلما كان يوم الأربعاء يوم عاشوراء عدى كبير الانكليز ومعه عدة من أكابرهم، فتهيأ لملاقاته الباشا واصطفت العساكر عند بيت الباشا ووصل الانكليز الى الأزبكية وطلعوا الى عند الباشا وقابلوه، فخلع عليهم وقدم لهم خيلاً وهدية، ثم نزلوا وركبوا ورجعوا الى وطاقهم وعند ركوبهم ضربوا لهم عدة مدافع فلم يعجب الباشا ضربها فأمر الطبجية لكونهم لم يضربوها على نسق واحد.
وفيه وردت الأخبار بأن الانكليز أخلوا القلاع بالإسكندرية وسلموها لأحمد بك خورشيد وذلك يوم الإثنين ثامنه وأبطلوا الكرنتيبه أيضاً وحصل الفرج للناس وانطلق سبيل المسافرين براً وبحراً وأخذ الباشا في الاهتمام بتشهيل الانكليز المسافرين الى السويس والقصير، وما يحتاجون إليه من الجمال والأدوات وجميع ما يلزم، ولما حضر الانكليز الى عند الباشا فدعوه الى الحضور الى عندهم فوعدهم على يوم الجمعة، فلما كان يوم الجمعة ثالث عشره ركب الباشا وصحبته طاهر باشا في نحو الخمسين وعدى الى الجيزة بعد الظهر ووقفت عساكر الانكليز صفوفاً رجالاً وركباناً وبأيديهم البنادق والسيوف وأظهروا زينتهم وأبهتهم، وذلك عندهم من التعظيم للقادم فنزل الباشا ودخل القصر فوجدهم كذلك صفوفاً بدهليز القصر ومحل الجلوس، فجلس عندهم ساعة زمانية وأهدوا له هدايا وتقادم وعند قيامه ورجوعه ضربوا له عدة مدافع على قدر ما ضرب لهم هو عند حضورهم إليه فلقد أخبرني بعض خواصهم أن الباشا ضرب لهم سبعة عشر مدفعاً ولقد عددت ما ضربه الانكليز للباشا فكان كذلك، وأخبرني حسين بك وكيل قبطان باشا وكان بصحبة الباشا عند ذهابه الى الانكليز قال كنا في نحو الخمسين والانكليز في نحو الخمسة آلاف، فلو قبضوا علينا في ذلك الوقت لملكوا الإقليم من غير ممانع، فسبحان المنجي من المهالك وإذا تأمل العاقل في هذه القضية يرى فيها أعظم الاعتبارات والكرامة لدين الإسلام، حيث سخر الطائفة الذين هم أعداء للملة هذه لدفع تلك الطائفة ومساعدة المسلمين عليهم وذلك مصداق الحديث الشريف وقوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر»، فسبحان القادر الفعال، واستمرت طائفة كبيرة بالإسكندرية من الانكليز حتى يريد الله.
وفي ذلك اليوم، سافرت الملاقاة للحجاج بالوش.
وفيه وصلت مكاتبات من أهل القدس ويافا والخليل يشكون ظلم محمد باشا أبي مرق وأنه أحدث عليهم مظالم وتفاريد ويستغيثون برجال الدولة، وكذلك عرضوا أمرهم لأحمد باشا الجزار وحضر الكثير من أهل غزة ويافا والخليل والرملة هروباً من المذكور، وفي ضمن المكاتبات أنه حفر قبور المسلمين والأشراف والشهداء بيافا ونبشهم ورمى عظامهم وشرع يبقى في تلك الجبانة سوراً يتحصن به، وأذن للنصارى ببناء دير عظيم لهم ومكنهم أيضاً من مغارة السيدة مريم بالقدس وأخذ منهم مالاً عظيماً على ذلك وفعل من أمثال هذه الفعال أشياء كثيرة.
وفيه حضر جماعة من العسكر القبالي وصحبتهم أربعة رؤوس من المصرلية وفيهم رأس علي كاشف أبي دياب وتواترت الأخبار بوقوع معركة بين العثمانية والمصرلية، وكانت الغلبة على العثمانية وقتل منهم الكثير وذلك عند أرمنت ورأس عصبة المصرلية الألفي وصحبته طائفة من الفرنسيس وتجمع عليهم عدة من عسكر الفرنساوية والعثمانية طمعاً في بذلهم وأن عثمان بك حسن انفرد عنهم وأرسل يطلب أماناً ليحضر فأرسلوا له أماناً فحضر الى باشة الصعيد وخلع عليه فروة سمور وقدم له خيلاً وهدية.
وفيه، ورد الخبر بموت محمد باشا توسون والي جدة وكذلك خازنداره.
وفي يوم السبت رابع عشره، شرع الانكليز المتوجهون الى جهة السويس في تعدية البر الشرقي ونصبوا وطاقهم عند جزيرة بدران وبعضهم جهة العادلية، وذهبت طائفة منهم جهة البر الغربي متوجهين الى القصير واستمروا يعدون عدة أيام ويحضر أكابرهم عند الباشا ويركبون فيرمون لهم مدافع حال ركوبهم الى أماكنهم.
وفي يوم الإثنين ثاني عشرينه، عدى حسين بك وكيل القبطان الى الجيزة وتسلمها من الانكليز وأقام بها وسكن بالقصر.
وفي خامس عشرينه، وصل الى ساحل بولاق آغا وعلى يده مثالات وأوامر وحضر أيضاً عساكر رومية فأرسلوا عدة منهم الى الجيزة فركب ذلك الآغا في موكب من بولاق الى بيت الباشا فخلع عليه وقدم له تقدمة وضربوا له عدة مدافع.
وفيه حضر ططري من ناحية قبلي بالأخبار بما حصل بين العثمانية والمصرلية وطلب جبخانة ولوازمها.
وفيه وصلت الأخبار بأن أحمد باشا أرسل عسكر الى أبي مرق من البر والبحر فأحاطوا بيافا وقطعوا عنها الجالب واستمروا على حصاره.
وفيه اتخذ الباشا عسكراً من طائفة التكرور الذين يأتون الى مصر بقصد الحج فعرضهم واختار منهم جملة وطلبوا الخياطين، ففصلوا لهم قناطيش قصاراً من جوخ أحمر وألبسة من جوخ أزرق وصدريات وجميعها ضيقة مقطمة مثل ملابس الفرنسيس وعلى رؤوسهم طراطير حمر، وأعطوهم سلاحاً وبنادق وأسكنوهم بقلعة الجامع الظاهري خارج الحسينية وجعلوا عليهم كبيراً يركب فرساً ويلبس فروة سمور وجمع الباشا أيضاً العبيد السود، وأخذهم من أسيادهم بالقهر وجعلهم طائفة مستقلة وألبسهم شبه ما تقدم وأركبهم خيلاً وجعلهم فرقتين صغاراً وكباراً واختارهم للركوب إذا خرج الى الخلاء وعليهم كبير يعلمهم هيئة اصطفاف الفرنسيس وكيفية أوضاعهم والإشارات بمرش وأردبوش، وكذلك طلب المماليك وغصب ما وجده منهم من أسيادهم واختص بهم وألبسهم شبه لبس المماليك المصرلية وعمائم شبه البحرية الأروام وبلكات وشراويل، وأدخل فيهم ما وجده من الفرنسيس وجعل لهم كبيراً أيضاً من الفرنسيس يعلمهم الكر والفر والرمي بالبنادق وفي بعض الأحيان يلبسون زرديات وخوداً وبأيديهم السيوف المسلولة وسموا ذلك كله النظام الجديد.

.شهر صفر الخير سنة 1217:

واستهل بيوم الأربعاء في ثانيه، وصل سعيد آغا وكيل دار السعادة وهو فحل أسمر فحضر عند الباشا فقابله وخلع عليه وقدم له تقدمة وضربوا له عدة مدافع أيضاً.
وفي يوم الخميس تاسعه، عمل الباشا ديواناً وحضر القاضي والعلماء والأعيان وقرأوا خطاً شريفاً حضر بصحبة وكيل دار السعادة بأنه ناظر أوقاف الحرمين.
وفي يوم الإثنين ثالث عشره، قتل الباشا ثلاثة أشخاص من النصارى المشاهير وهم ألطون أبو طاقية وابراهيم زيدان وبركات معلم الديوان سابقاً، وفي الحال أرسل الدفتردار فختم على دورهم وأملاكهم وشرعوا في نقل ذلك الى بيت الدفتردار على الجمال ليباع في المزاد فبدأوا بإحضار تركة ألطون أبي طاقية فوجد له موجود كثير من ثياب وأمتعة ومصاغ وجواهر وغيرها وجوار سود وحبوش وساعات، واستمر سوق المزاد في ذلك عدة أيام.
وفيه تواترت الأخبار بأن بونابارته خرج بعمارة كبيرة ليحارب الجزائر وأنه انضم الى طائفة الفرنسيس الاسبانيول والنامرطان، وتفرقوا في البحر وكثر اللغط بسبب ذلك وامتنع سفر المراكب ورجع الانكليز الى قلاع الإسكندرية واستمرت هذه الإشاعة مدة أيام، ثم ظهر عدم صحة هذه الأخبار وأن ذلك من اختلافات الانكليز.
وفي يوم الخميس سابع عشره، حضر جاويش الحاج وصحبته مكاتبات الحجاج من العقبة وضربوا لحضوره مدافع وأخبروا بالأمن والرخاء والراحة ذهاباً وإياباً ومشوا من الطريق السلطاني وتلقتهم العربان وفرحوا بهم، فلما كان يوم الإثنين وصل الحجاج ودخلوا الى مصر.
وفي صبحها دخل أمير الحاج وصحبته المحمل.
وفي يوم الخميس ثالث عشرينه، سافر حسين آغا شنن وزين الفقار كتخدا وصحبتهما علي كاشف لملاقاة عثمان بك حسن وأخلوا له دار عبد الرحمن كتخدا بحارة عابدين.
وفي يوم الثلاثاء ثامن عشرينه، حضر عثمان بك حسن فأرسل إليه الباشا أعيان أتباعه من الأغوات وغيرهم والجنائب فحضر بصحبتهم، وقابل حضرة الباشا وخلع عليه خلعة وقدم له تقدمة وذهب الى الدار التي أعدت له حضر صحبته صالح بك غيطاس وخلافه من الأمراء البطالين ومعهم نحو المائتين من الغز والمماليك، سكن كل من الأمراء والكشاف في مساكن أزواجهم، فكانوا يركبون في كل يوم الى بيت عثمان بك ويذهبون صحبته الى ديوان الباشا. ورتب له خمسة وعشرين كيساً في كل شهر.

.شهر ربيع الأول سنة 1217:

واستهل بيوم الخميس فيه شرعوا في عمل المولد النبوي وعملوا صواري ووقدة قبالة بيت الباشا وبيت الدفتردار والشيخ البكري ونصبوا خياماً في وسط البركة، ونودي في يوم الخميس ثامنه بتزيين البلد وفتح الأسواق والحوانيت والسهر بالليل ثلاث ليال أولها صبح يوم الجمعة وآخرها الأحد ليلة المولد الشريف فكان كذلك.
وفي ليلة المولد، حضر الباشا الى بيت الدفتردار باستدعاء وتعشى هناك واحتفل لذلك الدفتردار، وعمل له حراقة نفوط وسواريخ حصة من الليل.
وفيه وصلت الأخبار بكثرة عربدة الأمراء القبالي وتجمع عليهم الكثير من غوغاء الخوف والهوارة والعربان ووصلوا الى غربي أسيوط وخافتهم العساكر العثمانية وداخلهم الرعب منهم وتحصن كل فريق في الجهة التي هو فيها، وانكمشوا عن الإقدام عليهم وهابوا لقاءهم مع ما هم عليه من الظلم والفجور والفسق بأهل الريف والعسف بهم وطلبهم الكلف الشاقة والقتل والحرق، وذلك هو السبب الداعي لنفور أهل الريف منهم وانضمامهم الى المصرلية، ومن جملة أفاعيلهم التي ضيقت المنافس وأحرجت الصدور حتى أعاظم الدولة حجزهم المراكب ومنعهم السفار حتى تعطلت الأسباب وامتنع حضور الغلال من الجهة القبلية، وخلت عرصات الغلة والسواحل من الغلال مع كثرتها في بلاد الصعيد، ولولا تشديد الباشا في عدم زيادة سعر الغلة لغلت أسعارها وأمر بأن لا يدخلوا الى الشون والحواصل شيئاً من الغلة، بل يباع ما يرد على الفقراء حتى يكتفوا وفي كل وقت يرسلون أوراقاً وفرمانات الى العساكر بإطلاق المراكب فلا يمتثلون ويحجز الواحد منهم أو الإثنان المركب التي تحمل الألف أردب. ويربطونها بساحل الجهة التي هم بها وتستمر كذلك من غير منفعة وربما مرت بهم شرعوا في تسفير عساكر أيضاً وساري عسكرهم طاهر باشا وأخذ في المراكب الحشونة بالغلة فيأخذون منها النواتية والريس يستخدمونهم في مركبهم ويأخذ غيرهم المركب فيرمي ما بها من الغلال على بعض السواحل إن لم يجدوا من يشتريه، ويأخذون المراكب فيربطونها عندهم وأمثال ذلك مما تقصر عنه العبارة، ولما تواترت هذه الأخبار عن الأمراء القبالي التشهيل والسفر، فلما كان يوم الخميس خامس عشره عدى الى البر الغربي وتبعته العساكر.
وفي ذلك اليوم، حضرت مكاتبة من الأمراء القبالي ملخصها أن الأرض ضاقت عليهم واضطرهم الحال والضيق وفراق الوطن الى ما كان منهم وأنهم في طاعة الله والسلطان، ولم يقع منهم ما يوجب إبعادهم وطردهم وقتلهم، فإنهم خدموا وجاهدوا وقاتلوا مع العثمانية وأبلوا مع الفرنساوية فجوزوا بضد الجزاء ولا يهون بالنفس الذل والإقبال على الموت، فإما أن تعطونا جهة نتعيش فيها أو ترسلوا لنا أهلنا وعيالنا وتشهلوا لنا مراكب على ساحل القصير فنسافر فيها الى جهة الحجاز أو تعينوا لنا جهة نقيم بها نحن خمسة أشهر مسافة ما نخاطب الدولة في أمرنا ويرجع لنا الجواب ونعمل في رقابكم لأرقابنا وورد الخبر عنهم أنهم رجعوا القهقرى الى قبلي، فلما حضرت تلك المكاتبة فاشتوروا في ذلك وكتبوا لهم جواباً بإمضاء الباشا والدفتردار والمشايخ حاصله الأمان لما عدا ابراهيم بك والألفي والبرديسي وأبا دياب. فلا يمكن أن يؤذن لهم بشيء حتى يرسلوا الى الدولة ويأتي الإذن بما تقتضيه الآراء، وأما بقيتهم فلهم الأمان والإذن بالحضور الى مصر ولهم الإعزاز والإكرام ويسكنون فيما أحبوا من البيوت ويرتب لهم ما يكفيهم من التراتيب والالتزام وغير ذلك، مثل ما وقع لعثمان بك حسن فإنهم رتبوا له خمسة وعشرين كيساً في كل شهر ومكنوه مما طلبه من خصوص الالتزام. ورفعوها عمن كان أخذها بالحلوان وهذه أول قضية شنيعة ظهرت بقدومهم واستمر طاهر باشا مقيماً بالبر الغربي.
وفي هذا الشهر، كمل تتميم عمارة المقايس على ما كان عمره الفرنسيس على طرف الميري وأنشأ به الباشا طيارة في علوه عوضاً عن الطيارة القديمة التي هدمها الفرنسيس، وأنشأ أيضاً مصطبة في مرمى النشاب بالناصرية وجعل فيها كشكاً لطيفاً مزيناً بالأصباغ ودرابزين حول المصطبة المذكورة.

.من الحوادث بالإسكندرية:

حضر قليون وفيه تجار وبزرجانية يقال له قليون مهر دار الدولة فأرسلوا بالمينة الغربية. وطلع منه قبطان وبعض التجار الى البلدة وأقام نحو يومين أو ثلاثة، فطلع رجل نصراني وأخبر الانكليز أنه مات به رجل بالطاعون ومات قبله ثلاثة أيضاً، فطلبوا القبطان فهرب. فأرسلوا الى المركب وأحضروا اليازجي وتحققوا القضية وأحرقوا المراكب بما فيها وأشهروا اليازجي وعروه من ثيابه وسحبوه بينهم في الأسواق، وكلما مروا به على جماعة من العثمانية مجتمعين على مصاطب القهاوي بطحوه بين أيديهم وضربوه ضرباً شديداً، ولم يزالوا يفعلون به ذلك حتى قتلوه.
ووقع أيضاً أن خورشيد حاكم الإسكندرية أحدث مظالم ومكوساً على الباعة والمحترفين. فذهب بعض الانكليز يشتري سمكاً فطلب السماك منه زيادة في الثمن عن المعتاد، فقال له الانكليز لأي شيء تطلب زيادة عن العادة، فعرفه بما أحدث عليهم من المكس فرجع الانكليزي وأخبر كبراءه فتحققوا القضية وأحضروا المنادي وأمروه بالمناداة بإبطال ما أحدثه العثمانية من المكوس والمظالم، فخرج المنادي وقال حسبما رسم الوزير محمد باشا وخورشيد آغا بأن جميع الحوادث المحدثة بطالة، فسمعوه يقول ذلك، فأحضروه وضربوه ضرباً شديداً وعزروه على ذلك القول وقالوا له قل في مناداتك حسبما رسم ساري عسكر الانكليز.
ووقع أيضاً أن جماعة من العسكر أرادوا القبض على امرأة من النساء اللاتي يصاحبن الانكليز فمنعها منهم عسكر الانكليز فتضاربوا معهم فقتل من الانكليز إثنان فاجتمع الانكليز وأرسلوا الى خورشيد بأن يخرج الى خارج البلدة ويحاربهم، فامتنع من ذلك فأمروه بالنزول من القلعة وأسكنوه في دار بالبلد ومنعوا عسكره من حمل السلاح مطلقاً مثل الانكليزية. واستمروا على ذلك.